رواية سيف القاضي الفصل الثامن عشر 18 بقلم اسراء هاني
كان يعلم أنها عند انتهاء محاضرتها ستصعد اليه مكتبه ليشرح لها مادته ... هو بالأساس سيستقيل لن يتحمل ان يراها أمامه وهيا محرمة عليه كتفاحة آدم ...
اتصل بغنى خطيبته السابقة وطلب منها القدوم اليه وقد شعر بها على الباب أخبره قلبه بذلك ...
اقترب من غنى وقال بصوت عالي قليلا " انا اكتشفت اني بحبك اوي يا غنى ولازم نتجوز في أسرع وقت "
قالها رغم توسلات قلبه له أن لا يفعل فهو سيكتفي بها حبيبته حتى لو لن يحظى بها يوما...
اقتربت منه وضمته عندما فتحت تلك المسكينة الباب لم يستطيع أن يستدير وينظر داخل عينيها لأن نظرتها ستكون القاضية..
غنى بعصبية " انتي ازاي تدخلي كدة من غير استئذان "
همست بصوت خافت " آسفة .. فعلا انا اللي غلطانة عن اذنكو " قالت جملتها وطارت للخارج تتمنى لو تموت
كانت نبرة صوتها كفيلة لجعل فيضان دموع يهبط من عينيه وألم قلبه يزداد أضعاف مضاعفة ..
غنى باستغراب " في ايه يا سيف بتعيط كدة ليه "
سيف برجاء " سبيني دلوقتي يا غنى بحياة ربنا وهابقى أكلمك ... "
لم يكمل جملته حتى استمع لصوت سيارة وكأنها اصطدمت بأحد صرخ بكل صوته "شاااااااااام "
ركض بسرعة الضوء لو رآه أحد العلماء لاجزم بأن هناك اسرع من سرعة الضوء
وصل لها كانت على الأرض فقدت وعيها خوفا وألما قبل أن تصطدم بها السيارة ...
ركع بجوارها وضمها بقوة وقال بانيهار " آسف والله آسف يا حبيبتي والله العظيم الألم اللي في قلبك ما يجيش حاجة جمب وجع قلبي بس انتي تستاهلي اللي يقدر يسعدك أنا مش هاقدر انا لسة علاجات وعمليات وتعب انتي في غنى عنه آسف يا روحي آسف يا حلم عمري "
حملها برفق ووضعها في سيارته وذهب إلى بيتها وعند وصوله وجد مصطفى يخرج من البيت..
انقبض قلبه عند رؤيته أخته بين يديه قال بقلب مقبوض " في ايه شام مالها "
سيف بحزن " كانت هتعمل حادث اغمى عليه من الخوف بس هيا كويسة"
أخذها من يديه وهو ينظر له ولوجهه الذي أصبح أسود كسواد الليل بسبب قهر الرجال ..
مصطفى بقلق " سيف انت كويس "
هز رأسه وانطلق يختفي فهو وعائلته الآن سبب في قهر هؤلاء الاثنين رغما عنهم لكنهم السبب..
فتحت عينيها بضعف لتجد أخيها ينظر لها بلهفة مسح على رأسها بحنان وقال بقلق " حبيبتي حاسة بايه نروح المستشفى "
شام بصوت متحشرج " حسيت بايه لم توجعت من اللي بتحبه وما اختركاش يا مصطفى.. معقول حسيت زي منا حاسة واحنا كنا نلوم عليك اللي بيحصلك "
كان يستمع لها ولم ينطق يريدها أن تخبره بكل ما في قلبها لتكمل هيا ببكاء شديد " أنا حاسة في قلبي وجع جامد زي حر.يق كبير بيحرق في روحي وجع القلب صعب أوي يا مصطفى اوي "
جلس بجوارها وضمها بحب وسط دموعه أن أخته تتألم الآن الألم الذي لا يتمناه لعدوه من شدته
همس بحنان " ايه يا حبيبتي فين شام القوية اللي مافيش حاجة تهزها .. هيوجعك قلبك أولها بعدها هتتعودي على وجعه .. حبيبتي فكري انه يمكن ربنا دايما أمره خير "
شام بضعف وصوت باكي " أنا بحبه أوي يا مصطفى أوي "
كيف يواسيكي وهو الذي غرق حد النخاع في العشق يعلم جيدا ما تقصدي وما تشعري .. جلب لها حبة منوم حتى تنام ولا تأكلها نار القهر والألم ...
****
سافرت برفقته شرم الشيخ وكل أفعاله تجعلها أم علامات استفهام كثيرة لماذا يفعل هكذا ؟؟
حنانه يجعلها تكاد تجن فقد تتمنى وقبل ان تتمنى يكن رده " شبيك لبيك "
كل الطرق تؤدي الى جواب واحد أنه يحبها عندما تحاول الربط بين افعاله فهي تربت في بيت رأت به فنون العشق ... لكنها تخاف من أن تصدق ذلك وتفيق على خذلان...
اقترب منها وضمها من خصرها وأسند رأسه على كتفها وهمس بصوت رجولي " سرحانة بايه "
نظرت له من قرب ولنظرته التي تعرفها جيدا وهمست بابتسامه " ابدا مامي وبابي وحشوني "
شدد من ضمها وقال بغيرة " ممنوع حد غيري يوحشك "
ضحكت على طريقته وقالت بهمس " بما انك عامل زي مصباح علاء الدين فأنا بفكر أطلب ايه اطلب ايه امم "
جميلة هيا بكل طريقها يتأمل كل ملامحها عن قرب يريد أن يشكر ربه طوال عمره أنها بين يديه الآن
قبل وجنتها وقال بحنان " امممم ائمري يا ستي "
ماسة بحماس " سمك مشوي "
آسر بغمز " بس السمك ده فسفور وانتي مش هتستحملي "
شهقت بخجل وقالت وهيا تلكمه " آسر كنت محترم ايه اللي غيرك كدة "
آسر بحب " حد يكون معاكي ويكون محترم .. يلا يا قلبي على أكبر مطعم سمك في شرم كلها قبل ما أعير رأيي وانتي مزة كدة "
في صباح اليوم التالي فتح عينيه وجدها تخرج من الحمام وتضع يدها على بطنها ووجهها باهت اقترب منها بلهفة وصوت مرتعش " ماسة في ايه .. وشك كدة ليه "
همست وهي ترتكز عليه بصوت باكي " بطني وجعني أوي "
آسر بلهفة " نروح مستشفى"
همست بخجل " لا الموضوع بسيط هيخف لوحده "
فهم ما تقصده فقد علم من بيسان أنها تتألم هكذا عند موعد عادتها ..
وضعها بالسرير ودفئها وقال بحنان وهو يمشي بيده على شعرها " طيب تحبي أعملك ايه يخفف الوجع "
ماسة بألم ظاهر " سييني أنام وانا هأبقى كويسة "
هز رأسه وخرج أمسك هاتفه واتصل بوالدته التي اجابت بسعادة " حبيبي عامل ايه انت ومراتك"
آسر بلهفة واضحة " كويسين الحمد لله.. ماما لما كانت أسيل بتتعب من يعني قصدي كل شهر .. احم كنتي بتعملي ايه عشان المخص يروح "
ابتسمت على خجل ابنها ولهفته الواضحة في صوته فقالت حتى تطمئنه " ما تقلقش يا حبيبي حاجة عادية بتحصل لكل ست بيخف يوم او يومين "
آسر بصوت متحشرج ' مش متحمل اشوفها كدة يا ماما حاسس اني متكتف لو ينفع آخد الوجع بدالها والله العظيم هاعمل كدة "
هند بضحك " كدة من شوية مخص امال اما تحمل وتولد وتشوف وجعها الحقيقي هتعمل ايه"
همس برعب ولهفة " مش عايز كفاية هيا مش عايز لا تحمل ولا تولد "
هند بحدة " اوعى تقول كدة لربنا يستجيب اي وحدة فينا بتتمنى اللحظة اللي تكون فيها أم انا هبعتلك برسالة وصفة أعشاب كويسة جدا وهاخد من اختك اسم المسكن واعملها شوربة سخنة هتريحها "
هز رأسه بتفهم وانتظر رسالتها وبدأ بغلي تلك الأعشاب تركها تبرد قليلا وقام بعمل الشوربة لها ..
اقترب منها ونادى بهدوء " ماسة سمسمة "
فتحت عينيها بتعب وقالت " في ايه سيبني أنام "
أسندها بحنان وناولها كأس الأعشاب وقال بابتسامه " اشربي ده للمخص هيخليكي كويسة اوي .. بعدها تقومي نتغدى سوا عشان تاخدي العلاج ده مش هتحسي بحاجة "
هزت رأسها بايماءه ضعيفة فهي تحتاج جدا لأي شئ يخفف ألمها ..
تركها تشرب الأعشاب وذهب لاكمال الشوربا عاد لها بعد عشر دقائق همس بحنان وهو يسندها ويمشي بيدها على بطنها كمساج مريح " عاملة ايه دلوقتي "
نظرت للقلق في عينيه " احسن بكتير الحمد لله.. هو انت حنين كدة مع الكل يا آسر "
وضع جبينه فوق جبينها وقال بعشق " حنين شويا مع الكل بس معاكي حنين كأنك بنتي "
"ليه " همست بها بسبب استغرابها الشديد من افعاله ..
" هتعرفي " قالها وهو يمسك يدها لتخرج معها وتتناول غداءها ثم ناولها المسكن لتشعر بعدها براحة شديدة
نظرت له بامتنان ثم قالت بخجل " انا اسفة المفروض عريس واليومين دول تتفسح وكدة "
ابتسم وقال بتأنيب " وفين المشكلة .. انتي معايا بنفس المكان ومراتي لآخر يوم في عمري اكتر من كدة يبقى طمع "
كلامه واضح كالشمس أنه عاشق حد النخاع دق قلبها بشدة لذاك الذي يتفنن فؤ اسعادها ..
قام بتشغيل أحد الأفلام وجذبها بجواره وقال بحماس " شغلتلك حتة فيلم هيخليكي تضحكي من كل قلبك "
كانت تشاهد الفيلم وتضحك بشدة وكلما التفتت له وجدته ينظر لها وكأنها هيا الفيلم لم يشاهد أي مشهد يتأملها هيا فقط ... كادت تذوب خجلا ..
وقبل أن تتكلم اقترب منها بعشق سيكتفي بالمسموح يكفيه المهم أن يكن معها ...
في صباح اليوم التالي كانت تجلس على الشاطئ تنتظره فقد ذهب لجلب لهم مشروب ..
شعرت بالضيق الشديد من نظرة أحد الشباب لها حتى اقترب منها وهمس باعجاب " الجميل قاعد لوحده ليه "
لم تجبه استدارت لتذهب حتى لمحته اقتربت منه بلهفة وتمسكت بذراعه
آسر " قومتي ليه .. انتي كويسة "
فركت يديها بتوتر " اه .. لا حاسة بمغص تعالى نرجع اوضتنا "
وكظابط مخابر..ات لاحظ انحراف عينيها ورعشة صوتها استدار محل ما تنظر حتى انتبه لذاك الشاب الذي يطالعها بنظرات خس..يسة
همس بهدوء " ماشي يلا نطلع "
تنهدت بارتياح خصوصا عندما لاحظت نظراته صعدت لغرفتها ليهمس بنسيان متعمد " شكلي نسيت تلفوني في الكافيه شويا وراجع "
هزت رأسها ليهبط السلالم بسرعة البرق اقترب من ذاك الشاب وهو يخلع ساعته وجاكيته وقال بابتسامه " كنت بتقولها ايه بقى "
ابتلع ريقه وقال بتوتر " انا ما ... "
وفي ثانية كان يتلقى اللكمات من حيث لا يدري وعندما أتى أمن الاوتيل اخرج لهم هويته التعريفية كظابط لكن ليس كمخا.برات " أي حد هيقرب اقسم بالله لاقفلكوا المكان ده .. عشان تاني مرة تختاروا نزلاء محترمين "
تركه محطم لا يوجد به قطعة سليمة وعاد لغرفته بابتسامه كأن شئ لم يحدث ..
****
اح بهم عندما فاض به اقناعهم " طيب بصوا انته الاتنين عشان انا زهقت انته هتسافروا بكرة مع بيسان كأنكوا هتتطمنوا عليها زي كل مرة وتفضلوا هناك أما أكلمكوا وأقولكوا خفت عشان احمد مش هيتعالج طول ما انتي هنا ومش هيصدق انه يوسف سابك تسافري لوحدك غير اذا كنتي عارفة "
همست بانهيار " يعني احنا الاتنين هنسيبوا يتوجع لوحده "
سيف بهدوء " انا معاه ومش هاسيبه لحظة.. مش هتتحملي تشوفي لما يبدأ جسمه يطلب الجرعة لازم تسافري شوفي منظر جوزك عامل ازاي يا تقوي يا تنهاروا سوا وتضيعوا كل حاجة "
هزت رأسها بالموافقة بصعوبة لكن ليس بيدها حيلة وسافرت رغم عن قلبها وتركت ابنها الذي تعذبت به وانجبته رغما عن يوسف عندما كان حملها خطر ليكون أكثر أبنائها حنانا عليها وحبا لها ..
سافروا برفقة بيسان وهم بعالم آخر وكانت تتصل بسيف كل عشر دقائق لدرجة أنه أغلق الهاتف..
وأحيانا تتوسل له أن تشاهد ابنها عبر الفيديو لتطمئن عليه..
كان يوسف يتظاهر بالقوة عكس انهيار قلبه على ابنه الذي دخل بتلك الدوامة بعمره الصغير كيف سيحتمل حتى يخف تماما ..
كان يتركها نائمة ويذهب للصلاة ويبكي بشدة ويتوسل لربه أن لا يريه بأولاده سوء ..
اسبوعان مروا عليهم أسوا ما يكون حتى فاض بها وصممت على العودة ركضت لغرفته تحضتنه بقوة وهيا تبكي بشدة
احمد بابتسامه " وحشتيني اوي اوي يا ماما "
يوسف بغيرة سحبه لحض.نه " انت وحشتني أكثر.. عامل ايه يا حبيبي ... قصدي بالمذاكرة "
أحمد بابتسامه " الحمد لله احسن كتير "
اسراء ببكاء " طيب انت خاسس كدة ليه انت ما بتاكلش"
احمد بمشاكسة " اصلي مش بعرف آكل وانت بعيد عني يا جميل '
مسحت دموعها بلهفة " انا هاروح اعملك كل الأكل اللي بتحبه يا حبيبي "
نزلت بسرعة ليهمس يوسف بقلق " طمني عامل ايه "
سيف " الحمد لله احسن بكتير لسة فاضل شويا في برنامج العلاج عشان نتأكد انه السم راح من جسمه "
يوسف بعينين دامعة " الحمد لله يا حبيبي .. متشكر اوي يا سيف "
سيف بمشاكسة " انا اصلا من يوم ما عرفتك وانت تاعبني كانت ساعة سودة اما عرفت انك اخويا "
ضحك يوسف واحتضنه بامتنان ليهمس سيف على عجلة " هاروح بيتي بقى أنا بقالي اسبوعين متلقح هنا ولادي وحشوني "
يوسف بغمز " ولادك برضة "
سيف بضحك " اه ما هي أمل كانت معايا هنا طول الوقت انت عايزني أبعد عنها اسبوعين ده أنا اروح فيها "
***
_ حضرتك طلبتني يا فاندم
= ايوة انت مطلوب منك تسافر نيويورك
_ تحت امرك يا فاندم ايه القضية
= في دكتورة مصرية وصل لينا انها على وشك اكتشاف علاج لكورنا المتحور وانه العلاج بنسبة كبيرة نجح ولسة تحت اكتر من تجربة
آسر بتفهم " والاكيد انه في خطر على حياتها ولازم نحميها ونأمنها .. بس حماية حد مش تخصصي يا فاندم "
=للأسف الأخبار اللي عنا بتأكد انهم وصلولها وأنها ممكن تكون في خطر او تكون فعلا معاهم دلوقتي ...
آسر " تمام يا فاندم.. اسمها ايه الدكتورة ساعدتك"
نظر له بضيق فهو يعلم صلة القرابة بينهم تأمل آسر سكوته ليهمس بصوت مرتعش " بيسان "
****
مصطفى " في ايه يا زفت انت وهو بكلمكوا من الصبح ماحدش بيرد عليا ايه الأخبار عندكو "
الحارس بصوت خافت " دكتورة بيسان تخطفت يا باشا "
#يتبع صلوا على النبي
اسراء هاني شويخ
بارت 18